فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ. أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ". هذا المثل لم يذكر إلّا في إنجيل مُعلّمنا متّى البشير ونقرأه دائمًا ونصلّي به في صلوات نصف اللّيل، ونذكره أيضًا في يوم ثلاثاء البصخة. ويتكلّم المثل عن فريق من خمس عذارى جاهلات وخمس عذارى حكيمات. ويُرمَز للزّيت بأعمال الرّحمة والمحبّة، ولكن الجهل والحكمة تكمُن في ثروتنا الحقيقيّة، لأنّ الثّروة الحقيقيّة عند الإنسان ليست المال أو العقارات أو المقتنيات. فالثّروة الحقيقيّة عند الإنسان هي الوقت والعُمر، وهي ثروة مهمة لأنها إن ضاعت لا ترجع ولا تعوض.
"لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ" عبارة مخيفة حتّى نحترس من ضياع الوقت. إذًا ثروتنا الحقيقيّة كخدّام للمسيح حتّى نسير في طريق الملكوت هي "الوقت". العذارى الحكيمات استغلّوا وقتهنّ بحكمة وذلك عندما ملأن مصابيحهنّ بالزّيت واستعدّوا لمجيء العريس لذلك دخلوا معه العُرس، فهذه صورة مضيئة يتمنّى كلّ إنسان أن يشارك فيه. الأخريات الجاهلات، مصابيحهنّ وحياتهنّ فارغة، فالنّفوس الجاهلة ضيّعت وقتها في الكسل والنّوم والإهمال، وعندما طلبن فتح الباب لهنّ قال لهم عبارة قاسية لا يسمح الله أن يسمعها أحد منّا وهي "إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ". فهي عقوبة صادمة لحياة الإنسان حتّى ينتبه ويعرف أنّ ثروته الحقيقيّة هي وقته وزمنه وكلّ دقيقة، فكُن حارسًا على كلّ دقيقة في عمرك. وللاستفادة بوقتك: 1- إجعل اليقظة الرّوحيّة دائمًا عندك واحرص على ذهنك وفكرك ولا تسمح لعدو الخير أن يتسلّل إليك. 2- إجعل وقتك دائمًا متوازنًا، فأنت تحتاج وقتًا للعبادة والصّلاة، ووقتًا للعائلة ووقتًا للطّعام ووقتًا للرّاحة والرّياضة، حتّى لا تكون أوقات عُمرك مشوّهة، (فعلامة التّعقّل لديّ الإنسان أنّه يعمل ويفتدي وقته للسّماء). فالله أعطاك العُمر حتّى تمجّده به، والله خلقك لأنّه يحبّك، وأن تعيش عُمرك لأنّك تحبّه، وكلّ أعمالك هي من أجل تمجيد اسمه القدّوس.